حظوظ حلف ول الغوث في النيابيات:
قوة هذا الحلف الانتخابية توجد أساسا في بلدية أغورط والملك وكيفه؛ وقد
بلغ مجموع الأصوات التي حصل عليها في النيابيات الماضية 2013 م؛أي ما يناهز 5440صوت؛
وهي قوة جمعتها ككلّ القوى التقليدية العاطفة والحمية والتهميش؛ والتململ من بعض
القوى المؤثرة في المشهد السياسي داخل المقاطعة.
لكنّ العمود الفقري لهذا الحلف لا يخلو من وهن بيّن؛ تركه طول الفراغ
الذي حصل من فقدان مرجعيته المحورية؛ منذ رحمة زعيمه الجليل الشيخ ول الغوث؛رحمه
الله تعالى؛وكذالك تحجيم الحزب الواحد؛الذي كان سندا قويا لجميع الأحلاف التقليدية.
فابتليّ حينئذ هذا الحلف بذبول
جذعه؛بسب مشارب عروقه السياسية المختلفة؛ وتكالب القوى التقليدية عليه .
وقد كان حراك هذا الحلف في الانتخابات الأخيرة بمنزلة بعث له؛؛وروح
جديدة له؛كانت تجمح إلى اعتلاء الواجهة السياسية؛وقد كان لها ذالك؛بعدما كانت تسبح
في دركها؛فانتزعت مقعدها بجدارة؛وتربعت عليه بزعامة.
لكن هذا الحلف ما زال يحتاج إلى لمعان بارق؛ يخطف له أنظار قاعدته
الشعبية التائهة بين القوى السياسية؛بل لا بدّ له من هالة هائلة؛ تجذب له أوراق
أغصان شجرته؛ التي تتناثر بسبب مطبّات؛وما أكثرها؛يقع أغلبها من بعض احتكاك صلب
أغصان شجرته السامقة.
ولذا فإنّ
جهد هذا الحلف ما زال يطبعه التذبذب ؛وقد يتلاشى في المستقبل؛ ولا تتكرر نتيجته في
الانتخابات المقبلة.
لكن إذا انطلقنا من فرضيتنا الماضية؛ أنّ نتيجته السابقة ثابتة؛ وسوف
تتكرر في الانتخابات المقبلة؛ إن لم تزد عليها؛بسبب وجود رافعة عملاقة؛تجلّت في
قيادته الجديدة؛التي انتشلته من بعض وهنه .
فما علينا إلا أن نتساءل عن القوى السياسية التي يمكن أن تحرج هذا
الحلف وتحشره في الزاوية؟.
وهل هناك حلف يمكن أن يسحقه؟.
وهل هناك تكتل يمكن أن يقصيه من المشهد السياسي داخل مقاطعة كيفه؟.
هناك عدة سناريوهات؛ ستتعب هذا الحلف وترهقه؛وبعضها يقصيه من المشهد
السياسي في المقاطعة بكل سهولة.
السناريو الاول:
أن تقع منافسة بين حلف ول
الغوث وحلف الفدرالي أجّ؛ مع حياد تام من بقية القوى السياسية؛ وهنا نتوقع فوز حلف
الفدرالي إجّ بسهولة تامة؛ فالأصوات المتوقعة في بلديات الريف سوف تكون 6626 صوت؛
مع إضافة شعبية كاسحة له في بلدية كيفه وكورجل؛ مقابل 5440 صوت لحلف ول الغوث.
السناريوالثاني :
أن تترك حلبة المشهد السياسي
بين حلف سيد محمد وحلف ول الغوث؛ ويكون
هناك حياد تام من بقية القوى المؤثرة في المشهد السياسي؛فسوف تجني التوقعات وبكل
أريحية 7671 صوت لحلف سيد محمد؛ مقابل 5440 صوت لحلف ولّ الغوث.
وبلدية أغورط نموذج واضح على هذا الاحتمال.
السناريوه الثالث:
أن يتشكل تكتل بين سيد محمد ومجموعة الدي؛ وهذا تكتل قادر أيضا على
سحق حلف ول الغوث؛ فأصوات هذا التكتل التي نتوقعها سوف تبلغ 8700 صوت؛وهذا تكتل
وارد؛وعوائقه من ورق؛ لأنّ أقطابه من نفس النسيج الاجتماعي.
السناريو الرابع:
أن يتكتل حلف سيد محمد مع غريمه التقليدي حلف الفدرالي أجّ؛وهذا أمر
مستبعد؛ويحتاج لقوّة قاهرة؛ لكنّ إن وقع؛ فسوف يكون رصاصة الرحمة على حلف ولّ
الغوث؛ والسياسة لا يوجد فيها مستحيل ؛ ويصعب على حلف ول الغوث هنا أن يجد مقعدا
يجلس عليه في قبة البرلمان؛ لقوة هذا التكتل ووجود قوى أخرى هامشية؛ تتنافس على
الفتاة بعدهما .
السناريو الخامس:
أن تتكتل الأحلاف السياسية التقليدية الثلاثة في مقاطعة كيفه؛ في
النيابيات المقبلة؛ويتمّ تقسيم مقاعد المقاطعة الثلاثة بينهم بالتساوي أو بالتراضي؛وهذا
التكتل أقلّ ما يقال عنه أنّه عزيز؛ ومكسبه جليل لحلف ولّ الغوث؛إن حصل؛بل هو نصر
مؤزر له؛وضربة موجعة لبعض الأحلاف التقليدية التي كانت دائما تقتات عليه سياسيا ؛
وتسعى في طمسه.
استنتاج :
نستنتج من هذه الاحتمالات أنّ جميع التكتلات المحتملة ضد حلف ولّ
الغوث ؛سوى الأخير منها؛سوف ترهقه سياسيا؛ وقد تعصف به؛ حتى تخرجه من المشهد السياسي داخل المقاطعة.
لكن علاقات هذا الحلف بجميع القوى السياسية؛وتودد كلّ حلف تقليدي في
كسب ودّه خشية أن يجذبه غريمه؛ونضارة وجه قيادته الجديدة؛وقبولها الطافح في نسيجه
الاجتماعي؛ وألفتها في وسطه الجغرافي؛ بالإضافة إلى قانون النسبية؛ هذه كلّها
عوامل تدفع رصيد هذا الحلف إلى ترسيخ
نتيجته الماضية؛ودفع طموحه ـ والطموح النعمة ـ وتطويره إلى مداعبة النائب الثاني؛وذالك بالتكتل
مع القوى الصغيرة سياسيا كمجموعة الدي ؛وحزب تواصل ؛ وهنا لا ننسى أنّ صخرة الواقع
الصلبة غالبا ما تعكّر صفو المداعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق